dark

رييل ستوري | جويس هال.. الفتى الذي أنشأ إمبراطورية مالية عالمية

0
(0)

في عمر الـ 18 عامًا فقط أنشأ “جويس سي هال” شركة لبطاقات التهنئة، والتي أمست فيما بعد إمبراطورية بملايين الدولارات، وبفضل العمل الجاد والتصميم أصبحت “هولمارك” واحدة من أنجح الشركات في العالم.

بدايات جويس هال

وُلد جويس هال في مدينة جفرسون سيتي بولاية ميسوري، ونشأ في مزرعة عائلته. بعد المدرسة الثانوية التحق بجامعة ميسوري؛ حيث درس القانون.

اتسمت حياته المبكرة بكفاح شبه مستمر للتغلب على الفقر المدقع، فقد تخلى والده، وهو واعظ متجول، عن عائلته، وترك هال وشقيقيه الأكبر سنًا لإعالة والدتهم شبه العاطلة.

تولى وظيفته الأولى كعامل مزرعة وهو في سن الثامنة، وبعدها بعام كان يبيع مستحضرات التجميل والصابون من الباب إلى الباب لشركة كاليفورنيا للعطور (التي أصبحت فيما بعد Avon).

بعد تخرجه في الجامعة عمل “جويس هال” محاميًا في جفرسون سيتي. في عام 1910 تزوج من إليزابيث جريفين، وأنجب منها ثلاثة أبناء. عام 1915 قرر “هال” ترك مهنة المحاماة وبدء مشروعه الخاص، ومن هنا كتب سيرة مجده.

بداية الريادة

تعود قصة ريادة جويس هال إلى عام 1902م؛ حيث انتقل إخوته الأكبر سنًا إلى نورفولك، بولاية نبراسكا، وافتتحوا مكتبة. وبعد فترة وجيزة انضم إليهم بقية أفراد الأسرة، وذهب “هال” للعمل في المتجر مقابل 18 دولارًا شهريًا.

معتقدًا بوجود سوق محلية كبيرة للبطاقات البريدية المستوردة من أوروبا أنشأ هال وإخوته شركة Norfolk Post Card Co عندما كان عمره 16 عامًا. ولسوء الحظ لم يكن هناك طلب محلي كافٍ للحفاظ على استمرارية الشركة.

بعد أن أدرك جويس هال أنه قد يكون هناك سوق أكبر للبطاقات البريدية خارج نورفولك حزم صندوقي أحذية مليئين بالبطاقات البريدية وتوجه إلى مدينة كانساس.

عندما وصل هناك لم يكن لديه ما يكفي من المال سوى لاستئجار غرفة صغيرة في جمعية الشبان المسيحية، والتي كانت بمثابة منزله ومكتبه ومخزنه لمدة عام تقريبًا.

أرسل حِزمًا مكونة من 100 بطاقة بريدية إلى التجار في جميع أنحاء الغرب الأوسط على أمل بدء عمل تجاري ناجح للطلبات البريدية، إلا أن بعض التجار احتفظ بالبطاقات دون الدفع.

فيما أعاد آخرون البضائع غير المرغوب فيها بملاحظات غاضبة. لكن حوالي ثلث التجار أرسلوا لرجل الأعمال الشاب شيكًا. وفي أشهر قليلة فقط حصل على 200 دولار.

على الرغم من نجاحه الأول اعتقد “هال” أن البطاقات البريدية المصورة كانت موضة عابرة لذلك أضاف مجموعة من بطاقات عيد الميلاد وعيد الحب المستوردة.

وفي غضون عام انضم إليه شقيقه رولي في العمل، وبحلول عام 1912 بدأ شعار Hall Brothers في الظهور على بطاقات التهنئة، ووسعا خطهما وافتتحا متاجر بيع بالتجزئة في مدينة كانساس سيتي وشيكاغو.

جويس هال

احتراق الحلم ونجاته

وعندما بدا النجاح في متناول الأخوين وقعت الكارثة؛ ففي عام 1915، قبل أسابيع قليلة فقط من عيد الحب، اجتاح حريق مستودعهما؛ ما أدى إلى تدمير مخزونهما بالكامل من بطاقات عيد الحب وترك الأخوين في ديون قدرها 17000 دولار.

في مواجهة التحدي اقترض جويس هال ما يكفي من المال لاستئجار شركة نقش محلية حتى يتمكن هو ورولي من تجديد مخزونهما بسرعة وبتكلفة زهيدة عن طريق طباعة بطاقاتهما الخاصة. وأنتجا أول بطاقتين في الوقت المناسب لعيد الميلاد عام 1915. وسرعان ما حققت تحيات عيد الميلاد المرسومة يدويًا نجاحًا مع المتسوقين أثناء العطلات؛ ما زوّدهما بتدفق نقدي كانا في أمس الحاجة إليه.

الآن بعد أن أصبح لديه مطبعة خاصة به وبعض رأس المال للعمل به بدأ “هال” تجربة مفاهيم البطاقات الأخرى. في ذلك الوقت كانت معظم بطاقات التهنئة المباعة في الولايات المتحدة عبارة عن واردات منقوشة بشكل متقن من إنجلترا وألمانيا، وتم تصنيعها فقط لعيد الميلاد وعيد الحب.

لكن “هال” اعتقد أن الأميركيين، الذين كانوا أكثر اعتيادية بكثير من الأوروبيين، سيتقبلون فكرة بطاقات التهنئة “اليومية” غير المكلفة التي يمكنهم إرسالها إلى الأصدقاء والعائلة ليس فقط في أيام العطلات ولكن طوال العام بأكمله.

وتصور أن رؤيتهم للبطاقات الموضحة بالألوان والتي تعبر عن المشاعر والصداقة وحتى التعاطف من شأنها أن توفر سوقًا جديدًا تمامًا لبطاقات التهنئة في أمريكا، وهو ما قد كان بالفعل.

بتشجيع من نجاح هذا المشروع الأولي وسّع الأخوان موضوعات بطاقتهما لتشمل أمنيات عيد الميلاد، وأخبار الذكرى السنوية، والتحيات الملهمة ورسائل التمنيات بالشفاء.

كما أضافت الحرب العالمية الأولى إلى نجاح الأخوين؛ حيث سارع الناس في الوطن إلى إرسال بطاقات “افتقدتك” إلى أحبائهم المتمركزين في الخارج.

أما الابتكارات الأخرى لشركة Hall Brothers (الاسم التجاري “Hallmark”، الذي تم تقديمه في عام 1923، لم يصبح جزءًا من اسم الشركة حتى عام 1954) فقد تضمنت منصات عرض وإعلانات إذاعية وتلفزيونية. وحققت الشركة سمعة وطنية بحلول عشرينيات القرن العشرين، كما شهدت أكبر نمو لها بعد الحرب العالمية الثانية.

فيما تولت شركة Hallmark رعاية البرنامج التلفزيوني “Hallmark Hall of Fame” الذي نال استحسانًا كبيرًا لسنوات عديدة، وأنشأت معرض Hallmark في مدينة نيويورك عام 1963. وعلى الرغم من تقاعد Hall من عمله في عام 1966 فإنه ظل رئيسًا لمجلس الإدارة حتى وفاته.

الإرث والإنجازات

خلال مسيرته المهنية حصل جويس هال على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة “رجل العام” من مجلة Time في عام 1958. كما تم إدراجه في قاعة مشاهير رواد الأعمال الأمريكيين في عام 1982.

توفي هال في عام 1982 عن عمر يناهز 91 عامًا، مخلفًا وراءه شركة Hallmark Cards.

ومن نافل القول إن إرث جويس هال لا يزال قائمًا حتى اليوم، لا سيما أن شركة Hallmark Cards هي واحدة من كبرى شركات البطاقات المعايدة في العالم، وما زالت مستمرة في إنتاج بطاقات معايدة عالية الجودة ومصممة بشكل جميل.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | في وداع الثقافة الوطنية الحقيقيّة | آراء

Next Post

رييل ستوري | تفسير حلم العثور على طفل رضيع لقيط في المنام

Related Posts